Close

أشرف شرف يكتب عن الفن وأشياء أخرى

قصة مسلسل مصري تنبأ بما يحدث في العالم الثالث من كوارث قبل ٤٠ سنة

  انتشر منذ عدة أيام على مواقع “السوشيال ميديا” المصرية والعربية حوارا مطوّلا بين الفنانين الكبيرين عبد الرحمن أبو زهرة وسيد عبد الكرم، حيث دار النقاش بينهما حول ما سيحدث في العالم من كوارث تبدو لمن يراها طبيعية، لكنها في حقيقة الأمر ليس كذلك لأنها بفعل فاعل، وتحديدا من قبل الدول الرأسمالية الكبرى للتخلص من دول العالم الثالث الذين بالنسبة إليهم يمثلون عبئا كبيرا. الغريب في الأمر أن هذا الحوار عبارة عن مشهد من مسلسل يحمل اسم “نهاية العالم ليست غدا” من تأليف كاتب مصر الكبير الراحل يسري الجندي ومن إخراج علوية زكي وإنتاج عام ١٩٨٣ بطولة حسن عابدين، وتوفيق الدقن، وحسن مصطفى، ومحمود الجندي، وفايزة كمال، وجمال إسماعيل، ومحمد توفيق، وكوكبة كبيرة من النجوم والنجمات.

 

هذا المسلسل الذي صاغه ببراعة كبيرة كاتبه المؤلف الكبير الراحل يسري الجندي منذ ٤٠ عاما استطاع أن يعبّر عما حدث مؤخرا من كوارث طبيعية في المنطقة العربية سواء في ليبيا في إعصار دانيال بمدينة درنة، أو زلزال دولة المغرب الشقيق كأن هذا المسلسل كتب بعد هذه الأحداث مباشرة. لك أن تتخيل هذه النظرة الثاقبة والقراءة المتمكنة من مستقبل العالم الثالث والحوار دار بين كل من الفنانين (عبد الرحمن أبو زهرة وسيد عبد الكريم) في مكتب رئيس التحرير الذي يرفض أحدهما للآخر نشر مقالا يكشف فيه ما سوف تتعرض له الدول النامية من كوارث تبدو طبيعية لكنها في الحقيقة ليس كما يراها شعوب هذه الدول. وإلى نص الحوار:

 

 “إيه اللي انت كاتبه ده؟

 ده مقال عن مؤتمر العالم الفقير

 وده برضه كلام معقول يا شكري؟

 ده كلام مش من عندي دي تقارير لعلماء كانت في المؤتمر. دي المفاجآت اللي قولتلك عليها، الكوارث الطبيعية هيحولوها لكوارث صناعية “

 يعني إيه؟

يعني زلزال صناعي يدمر العالم، طوفان صناعي يغرق الدنيا، يعني على سبيل المثال ييجوا فوق بركان خامل ويرموا قنبلة ذرية، تسبب في زلزال صناعي يدمر كل شيء.

معقول الكلام ده؟

 ده تقرير سري حصل عليه علماء من زملاء ليهم في نفس الدول اللي بتبحث عن الحكاية دي

وليه هي الحروب مش كفاية؟

 لا مش كفاية الدول دي بتفكر في وسائل جديدة تانية مبتكرة عشان يخففوا العالم ويتخلصوا من الأزمات اللي ممكن تحصل نتيجة لمشاكل العالم الثالث.

ده جنون يا شكري؟

وهي الحرب دي أصلا مش جنون؟

الحرب أصلا مش جنون؟

 لكن يعملوا كوارث طبيعية للتخلص من البشر

شكري يا حبيبي محدش قبل كده عن الكلام ده؟

 هو في حد أعلن عن القنبلة الذرية لحد ما فجروها؟”

 

 ودارت أحداث مسلسل “نهاية العالم ليست غدا” حول رياض عبد ربه مدرّس فلسفة يصطدم بالواقع المادي النفعي المغاير تماما للقيم التي تعلّمها ويعلّمها لطلابه كالحق والخير والجمال. وعندما يفشل في إصلاح ما حوله من خلل تتأكد له فلسفة “الدرديري” وهو مفكر عجوز يظن المحيطون به أنه فقد عقله.. فيلجأ رياض لنفس منطق الدرديري الذي توفى منتظرا مساعدة كائنات فضائية لتأتي له بحلول تنقذ العالم من الهلاك المحتمل والقريب للغاية.

 

 

ويوضح لنا المؤلف لماذا حدث كل ذلك ولماذا لم تأت المخلوقات وتنهي حياة هذا الكوكب البائس، فيأتى هذا المشهد بين رياض وشكرى في تحاور فكرى لبيان حقيقة ما حدث. ثم تنتهي الأحداث بالتفاف مجموعة من بسطاء الحارة حول رياض على سطح المنزل في رمزية ضرورة وجود هذا الفكر الإنساني لحضارة الإنسان وحياته، وتبقى كلمات رياض الأخيرة عن مصر ودورها الفاعل الأساسي في استقامة الأحداث على كوكب الأرض، ولما لا وفجر الضمير والحضارة بدأ من هنا، من مصر. 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Telegram
WhatsApp