Close

نور الشريف وناجي العلي وأسامة الباز وما بينهم

كتب أشرف شرف

 

 لم تغب القضية الفلسطينية أبدا عن خياله، دائما ما يردد أنه الفنان المهموم بها لأقصى درجة، إنه النجم الكبير الراحل نور الشريف الذي قال لي بإحدى حواراتي معه أنه بعد  المشاركة في إنتاج فيلم “ناجي العلي ” المدافع الأكبر والأشهر عن القضية، والمهاجم لمعظم الأنظمة العربية آنذاك، تعرضت على حد تعبيره “لمذبحة، حيث شنت الصحف المصرية هجوما حادا وقويا، خاصة من  أحد رؤساء الصحف القومية الكبرى وقتها وهو إبراهيم سعدة”، والذي خصص صفحات يومية لشتيمته والهجوم عليه واتهامه بالتطبيع، كما رددوا وقتها أن الشريف تلقى تمويلا من أمريكا قدره ٣ ملايين دولار للقيام بدور “ناجي العلي” وتقديمه  بهذا الشكل البطولي، و هذا ليس حقيقيا على الإطلاق لأن نور الشريف لم يكسب مطلقا من هذا الفيلم كمنتج لهذا الفيلم تحديدا بل تكبد خسائر كبيرة بسبب رفض دول الخليج بالإجماع توزيعه وهم كانوا مصدر المكسب الأول للمنتج المصري وليس نور الشريف فقط.

 

كما أن الغريب في الأمر كما حكى لي نور الشريف أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات جاء خصيصا للرئيس الراحل محمد حسني مبارك، و طلب منه التدخل من أجل منع عرض هذا الفيلم، فما كان من مبارك سوى أن أبلغ الدكتور أسامة الباز مستشاره، بمشاهدة هذا الفيلم وإعطائه الرأي النهائي وتقييمه، وفعلا شاهده الباز ثم أخبره أن الفيلم لا يسئ على الإطلاق لا لمصر ولا القضية الفلسطينية فسمح لهم بعرضه، بل كان “ناجي العلي” هو فيلم الافتتاح بمهرجان القاهرة الدولي سنة ١٩٩٢ .

 

يذكر أن أحداث فيلم “ناجي العلي” دارت بعد واقعة الاغتيال التي تعرض لها الفنان الفلسطيني “العلي” في لندن في عام ١٩٨٧، ثم يعود الفيلم بأحداثه إلى الوراء حيث يسترجع المحطات التي مر بها ناجي العلي في حياته بدء من نزوحه مع أسرته إلى لبنان، ثم عمله في الكويت، ثم عودته إلى لبنان مجددًا خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية.

الفيلم من تأليف بشير الديك، إخراج عاطف الطيب، و شارك في بطولته كل من محمود الجندي، ليلى جبر، تقلا شمعون، سليم كلاس، أحمد الزين، محمود مبسوط، رفيق على أحمد وآخرين.

 

 ناجي العلي رسام كاريكاتير فلسطيني ارتبط اسمه بشخصية “حنظلة”، صور القضية الفلسطينية في رسوماته واخترع شخصيات ما زالت حاضرة في ذاكرة كل عربي، فكان فدائيا بطريقته الخاصة حتى تسببت رسوماته بمقتله.

 

 ولد “ناجي العلي” عام ١٩٣٧ بمنطقة الجليل، وفي عام ١٩٤٨ نزح مع أسرته إلى جنوب لبنان، وعاش في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.

 

 انقلبت حياته حين زار الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني مخيم عين الحلوة وتعرف عليه وشاهد رسوماته ونشر أحدها في مجلة “الحرية” في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر لعام ١٩٦١؛ لتبدأ رحلة ناجي في الصحف وتكون البوابة التي قدمته للجمهور.

 

عبّر “العلي” عن قضايا الأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فرسم ساخرا من جميع الأنظمة العربية الحاكمة آنذاك، كما وصف حال المخيم الذي نشأ به، ومجزرة صبرا وشاتيلا، واجتياح لبنان وقصف المخيمات دون أن ينطق بكلمة واحدة.

 

رسم “العلي” نحو ٤٠ ألف كاريكاتير خلال حياته، أشهرها “فاطمة” رمزا للمرأة الفلسطينية القوية التي لا تهادن، و”الرجل الطيب” رمزا للفلسطيني المشرد المقهور والمناضل والمكسور أحيانا، “حنظلة” وهو طفل يعقد يديه خلف ظهره وبقي رمزا للقضية الفلسطينية حتى يومنا هذا.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Telegram
WhatsApp