Close

أشرف شرف يكتب عن الفن وأشياء أخرى

كيف استغلت المخابرات المصرية تصوير فيلم "عماشة في الأدغال" لتوجيه ضربة لإسرائيل؟

بخطة جهنمية إن جاز التعبير لم تخطر على عقل بشر، قرر جهاز المخابرات العامة المصرية توجيه ضربة للاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الاستنزاف بعد صدمة نكسة ١٩٦٧.

 

في تلك الفترة، كانت إسرائيل في أوج انتصاراتها، وكانت تخطط لتكريس احتلالها لأرض سيناء عن طريق البحث عن البترول في خليج السويس، حيث قامت بالفعل بالتعاقد على الحفار “كنتينج” والذي كان من المقرر خروجه من كندا ليتوجه إلى مصر عن طريق ساحل العاج، “كوت ديفوار” حاليا.

 

في المقابل، كان جهاز المخابرات المصرية يعمل بكد لاسترداد كرامة الأرض المصرية، فطلب من

المخرج محمد سالم مبتكر الفوازير الرمضانية ومكتشف ثلاثي أضواء المسرح، التجهيز لفيلم يتم تصويره في غابات أفريقيا وتحديدًا في ساحل العاج، حتى يتخفى رجال المخابرات المصرية وسط طاقم العمل الفني لهذا الفيلم ويتسنى لهم إتمام مهمة تفجير الحفار “كنتينج”، وبالفعل نجحت الخطة.

 

لم يتوقع أحد أن تلجأ مخابرات الدول لاستغلال أطقم تصوير الأفلام السينمائية في أغراض مخابراتية، من أجل تنفيذ مهمات قومية، لكن المخابرات المصرية برئاسة اللواء أمين هويدي آنذاك، فعلتها.

 

جاءت هذه الفكرة العبقرية لأذهان رجال المخابرات المصرية إلى تهريب الألغام إلى أبيدجان في ساحل العاج، مقر استراحة الحفار، عن طريق طاقم فيلم “عماشة في الأدغال”.

وفي أبيدجان التقت مجموعتي التفجير القادمة من كل من زيورخ، وباريس، واتفقوا على أن يكون موعد التفجير في اليوم الذي تنتهز فيه ساحل العاج الفرصة للاحتفال بطاقم رواد فضاء أمريكي، حيث كان الأمن منشغلا بتأمينه.

 

وجرى الاتفاق مع مجموعة الضفادع البشرية على وضع ألغام مزودة “بتايمر”، حيث تم تركيب الألغام في ميناء أبيدجان وجرى ضبطها على أن تكون في السابعة والنصف.

وأثناء عودة فريق التفجير من أبيدجان إلى باريس، دوّى في العاصمة العاجية أصوات انفجارات ضخمة، وهكذا، نجح الفريق في تنفيذ العملية دون أن يتركوا أي دليل حول مسؤولية مصر، فكان فيلم “عماشة في الأدغال” سببا رئيسيا في كسر الغطرسة الصهيونية.

 

واعتبر “عماشة في الأدغال” الذي تمّ عرضه في السادس من شهر نوفمبر لعام ١٩٧٢، الفيلم الكوميديّ الذي حقق أعلى نسب إيرادات تصل الى ألف جنيه في اليوم الواحد في سابقة لم تحدث في تاريخ السينما المصرية، وضم طاقم عمل من أنجح فناني مصر وكان بطله الرئيسي المعلم عماشة الذي جسد دوره الفنان الراحل محمد رضا وشاركه الراحل الكبير فؤاد المهندس والنجمة الكبيرة صفاء أبو السعود.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Telegram
WhatsApp