قالت لي ذات مساء أنا لم أخلص لشئ في حياتي مثلما أخلصت للسينما، ودافعت بكل ما أوتيت من قوة عن أفكاري وقناعاتي، بل وضحيت بالكثير من أجلها، لأنني لم أحب سواها، فأنا ضحيت بالأمومة والزواج والاستقرار في الحياة الخاصة من أجل عيون السينما.

إلهام شاهين بنت حي مصر الجديدة، لم تقدم مشاكل هذا الحي الراقي، بل قدمت ما يخص الطبقات الفقيرة أنتجت لهم و عبرت عن قضاياهم وأحلامهم البسيطة، وأنتجت أفلاما تعبر عن بنات تلك الطبقة، مثلما فعلت في فيلم “يوم للستات” مع المخرجة كاملة أبو ذكري الذي دارت فكرته حول افتتاح حمام سباحة جديد بالقرب من إحدى المناطق الشعبية ليصبح حديث الجميع، خاصة مع تخصيصه يوم اﻷحد للسيدات فقط، وهو ما يؤدي إلى جمع العديد من السيدات المنحدرات من خلفيات اجتماعية مختلفة، حيث تحلم “عزة” التي لعبت  دورها ناهد السباعي منذ زمن بارتداء ملابس السباحة، وتجد (شامية) التي لعبت دورها إلهام شاهين من يستمع إليها حين تتحدث عن حياتها الخاصة، وتحاول (ليلى) والتي لعبت دورها نيللي كريم، تجاوز حزنها على ابنها الراحل، مجموعة من المآسي و الحكايات عن مجموعة أحلام لسيدات فقيرات.

بينما في فيلم “خلطة فوزية” مع المخرجة مجدي أحمد علي، والذي دارت قصته حول فوزية المرأة الفقيرة، والتي تملك خلطة سرية ﻷجل النجاح في حياتها، وتداوم على الزواج أكثر من مرة وتربي أولادها جميعا في منزلها الصغير.

أما في فيلم “هز وسط البلد” الذي دارت أحداثه خلال ثمان ساعات في منطقة وسط البلد بمدينة القاهرة، فقد استعرض عددا من الشخصيات المختلفة التي تتواجد في هذه المنطقة، منها سيدة ثرية تحاول الحصول على طفل رضيع بأي ثمن، ورجل يخطط لعملية إرهابية خطيرة، ومتسولة تعاني من عدم قدرتها على الصرف على طفلها، وصاحبة محل ملابس تحاول إرضاء زبائنها بشتى السبل. كل هذه الأدوار لا تشبه إلهام شاهين في شيء لكنها تراهن عليها تكسب دائما الرهان، وتدخل في قضايا شائكة لا يقترب منها أحد.

إلهام شاهين دخلت نادي ال١٠٠ فيلم منذ عدة سنوات، بل تجاوزتهم مؤخرا بآخر أفلامها السينمائية حظر تجول مع المخرج أمير رمسيس، وهذا الرقم  يعد كبيرا جدا على بطلات السينما، فهناك العديد من النجمات الكبيرات لم يقتربن حتى من هذا النادي.

 إلهام شاهين لم تخلص في حياتها سوى للفن، لذا نحبها ونحب جرأتها.