Close

علا خزعل وريان قاروطة وأمجد أيوب نقوم بمهام الدولة..ونعيد للناس أبوابهم وشبابيكهم المخلّعة والمكسورة

قبل وقوع الانفجار في الرابع من آب/أغسطس، وبسبب الأزمة المالية قررت المهندسة علا خزعل بمساعدة زميلها أمجد أيوب بإطلاق مبادرة ترميم وإصلاح المنازل مجّانا للأسر الفقيرة. بعد الانفجار، بدأ المهندسان يعملان على تصليح أبواب المنازل التي تضرّرت كبداية، فاستفادت خزعل من صفحتها الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي لتنشر إعلان عن حاجتها لمتطوّعين من النجارين. “بالفعل تطوّع عدد منهم وطلبات الترميم والتصليح اخذت بالتزايد خاصة ان الناس على وسائل التواصل الاجتماعي باتت تعلم بالعمل التطوعي الذي بدأته منذ فترة قبل الانفجار. بسبب كثرة الطلبات التي وصلتني أصبحنا فريقا من ٥ مهندسين و٤ متطوّعين في المسح وتجميع الداتا لأنني لم أستطع ان أكمل لوحدي”.

التمويل وآلية العمل

ولتنظيم وتوثيق العمل بحسب خزعل، أطلق الفريق مبادرة باسم “Renovate Lebanon”.  ويعمل الفريق ضمن ٥ مناطق متضرّرة وهي: الكرنتينا، زقاق البلاط، خندق الغميق، مار مخايل والجميزة.

وتمّ تقسيم المهام بين المسح الميداني على الأرض والعمل في المنازل بالإضافة إلى تأمين مواد البناء اللازمة وهو ما تشرف عليه خزعل بحكم عملها كمهندسة ومعرفتها بالمورّدين وبالتالي إمكانية الحصول على أسعار أقلّ من تلك تعتمد في السوق. في هذا الإطار، تشير خزعل إلى مشكلة غلاء المواد اللازمة بالإضافة إلى صعوبات مالية في التحويلات المالية عبر شركة OMT التي لا تسمح بالحصول على المبالغ المحوّلة بالدولار دائما.

 وتشير خزعل إلى أنه في المرحلة الأولى قام الفريق بتصليح الأبواب (تجاوز عددها ال٢٥) “حتى يتسنّى للناس أن تعود إلى بيوتها وتقفل عليها الباب، وهذا الأسبوع بدأنا بتركيب أول فوج شبابيك بعد أن انتهينا من الأبواب في منطقتيّ الأشرفية وفي الكرنتينا”.

وفي مصادر التمويل، تشير خزعل إلى أن حملة تبرّع قام بها صديق يعيش في الخارج “Go fund me” لجمع التبرعات وبدأنا بمبلغ ٤٠٠٠ يورو يكفي لتصليح ٩ منازل بأضرار متفاوتة نحاول ان نشملها جميعها. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد الفريق على التمويل بشكل أساسيّ على التبرّعات التي تصل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي “إما عبر معارف شخصية وبعض الأشخاص الذي تعرّفوا علينا عبر صفحاتنا ويرغبون بالمساعدة”.

غياب الدولة وغياب التقييم الفعلي

كمهندس، يعتبر أمجد أيوب الذي يعمل على تقديم الاستشارات الهندسية وتجميع الداتا في عمل المجموعة، “أن الأولويّة بعد الانفجار هي في القيام بمسح للمباني المهدّدة بالسقوط لخطورة ذلك على الأبنية المجاورة”. ولأن الانفجار طال مختلف المناطق بنسب مختلفة على الدولة أن تقوم بالمسح الشامل لمختلف المناطق في بيروت. وفي الحديث عن الدولة، يشير أيّوب ليس فقط إلى ضعف مؤسساتها في التعامل مع الانفجار، بل إلى “عدم حرفيّتها في العمل، بالإضافة إلى عدم القيام بواجبها في التحقيق وفي مساعدة الأشخاص المتضرّرين”. من هنا، يجمع وزملاؤه أن العمل الذي يقومون به هو لسدّ الفراغ عن هذا الغياب المؤسف والمحزن كما يقولون. في هذا الإطار، تضيف ريان قاروطة وهي مسؤولة عن التواصل والأمور اللوجستية وتجميع الداتا في الفريق أن عدد المنازل المهدّمة كثيرة وطلبات المساعدة أكثر، وفي ظلّ غياب تام لوجود مؤسسات الدولة على الأرض وفي التواصل مع الناس لمساعدتهم في ظل هذه الفوضى. من هنا، “الأولويّة يجب أن تكون للسماح للمواطنين بسحب أموالهم من المصارف حتى يتمّكنوا من إصلاح منازلهم بالإضافة إلى مساعدتهم ماديّا في ذلك”.

وفي الحديث عن غياب الدولة، تلفت خزعل إلى أنهم لم يتلّقوا أي مساعدة من أي مؤسسة من الدولة، وأنه ليس من مهام الجيش توزيع المساعدات الغذائية كما يقوم الآن بل المساعدة المطلوبة هي في إعادة الناس إلى منازلها أو تأمين بدائل للأشخاص الذين تهدّمت منازلهم بالكامل.

 في الختام، تشير قاروطة إلى عامل قد يكون الأهم لنجاح أي عمل، وهو تجانس أعضاء الفريق مع بعضهم البعض ما يجعل من نتائج العمل أفضل، وتدعو الناس إلى دعمهم في الحصول على تمويل أكبر حتى يتمكّنوا من مساعدة أكبر عدد ممكن.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Telegram
WhatsApp